بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
كثير هم الذين حصروا مفهوم السيطرة الاستعمارية في جوانب ثلاث: السيطرة العسكرية, السيطرة السياسية, السيطرة الاقتصادية. فماذا صنعوا؟ وجهوا كل طاقاتهم واهتماماتهم الي طرد الجيش وتأميم الشركات والبنوك ظانين بذلك انهم قد حققوا استقلالهم.
لكن الغرب كان أذكى وأمكر وادهى من ذلك بكثير, فقد علم ان احكام سيطرته على بلادنا اقوى وابقى وابعد, فبحث عن اسس الامة واصولها وجذورها حتى يوجه لها ضربة قاضية فينتهي منها بصفة نهائية, وبالتالي يتمتع بسيادة العالم دون حسيب ولا رقيب ولاخوف من منافس, تماما كالمبنى الشاهق سواء كان برجا او ما يدعى بناطحة السحاب فرغم ارتفاعها وعلوها إذا اردت إبادتها لن يتطلب منك الامر اكثر من ضربة قوية نحو ركائزها.
لعل الامور بدأت تتضح الان , نعم, لقد حاولوا تحطيم الاسس الاسلامية في عقيدة الشعب وفكره وتراثه و حضارته وتاريخه ونهج حياته(اي واقعه), فشككوا في ديننا وفصلونا عن تراثنا وزعزعوا ثقتنا بأنفسنا , فانقلبت المفاهيم والمعايير والمقاييس رأسا على عقب وكانت التتيجة: النظر الى الغرب باعتباره مركز العالم والحضارة المتقدمة وممثلا لارقى أشكال التطور و وينظر الى الاسلام والتراث كعناوين للتخلف والجمود وربما البربرية والوحشية.
و الطامة الكبرى اقتناع مفكرينا وقادتنا وحاملي السلطة بهذه المسالة , وذلك واضح للعيان, فانظر الى ابسط المسائل والتفت حولك, ماذا تجدفي مقرراتنا الدراسية؟ حضارة غربية, شخصيات غربية, نظريات غربية, اما الحديث عن حضارتنا وتاريخنا وعقيدتنا شبه منعدم , كما لولم يكن لنا وجود قط, كما لو ان حضارة الغرب المزعومة هي التي صنعتنا مع العلم انه العكس.
أنظر الى الاعلام تأمل فيه ولو ليوم واحد, تجد برامج تحاول إبعادك ما أمكن عن هويتك الحقيقية .
انظر الى المفاهيم التي انقلبت كالعري والكذب و الجرائم عوض الحجاب والاحترام والصدق والامان
انظر انظر انظر ....
فإلى متى هذا التجاهل؟ إلى متى هذا السبات ؟ إلى متى سلب الهوية؟
و السلام عليكم